ما هو النادي العلمي ؟
النادي العلمي:
تنظيم مدرسي بسيط نسبياً يديره الطلاب ، بإشراف معلم ،أو أكثر ، ويكون لدى أعضائه اهتمام مشترك بنشاط معين ،هو في هذه الحالة نشاط علمي ،تغلب عليه الهواية ، لقضاء وقت فراغ مثمر تمييزاً له عن التعليم الرسمي المتضمن في المقررات الدراسية العلمية داخل الفصل
المصدر : كتاب الأنشطة العلمية غير الصفية ونوادي العلوم إعداد د.إبراهيم بسيوني عميرة
النشاط العلمي غير الصفي ونوادي العلــوم :
يعتبر النشاط الطلابي عامة والعلمي خاصة من أهم الوسائل التربوية التي تسهم في تربية الأجيال في جميع مراحل التعليم ، تربية متوازنة متكاملة ، فكراً ، وجسماً ، وعقلاً ، ليكونوا لبنة قوية في تحقيق تقدم ونهضة المجتمع .
والمدرسة إحدى المؤسسات التربوية الهامة التي تسهم في إعداد الفرد المتكامل الشخصية ، المتوافق مع ذاته ومجتمعه ، المتمسك بدينه وعاداته وتقاليده ، وذلك من خلال ما تقدمه المناهج الدراسية من معلومات بناءة إضافة إلى الأنشطة التي تسهم في تنمية المواهب والقدرات وصقلها .
ونظراً لكون وقت الحصة لم يعد كافياً لمقابلة الاحتياجات المتجددة لبناء شخصية الطالب ليواكب التقدم الحضاري والتقني ،لذا كانت الأنشطة الطلابية هي الوسيلة التي تمكن المدرسة بعد تطبيقها من استكمال وظيفتها .
وبما أنه لا يوجد برامج ثابتة ومثالية لهذه الأنشطة ، فإنه يمكن اعتبار هذا العمل المتواضع نواة يسترشد بها المعلم المشرف على النشاط العلمي ،في تحقيق أهداف الأنشطة العلمية وجماعات العلوم ونواديها ، وتأسيس نوادي العلوم ، وتنفيذ الأنشطة وزيادة فاعليتها ، سعياً وراء منهج شامل ، وتربية متكاملة ، بما يتفق وظروف طلابه وبيئته المدرسية التي يعمل فيها .
وللأنشطة العلمية أهمية كبيرة في المدرسة الحديثة ، إذ ترتبط هذه الأنشطة بتنمية روح البحث العلمي ، وتدريب الطلاب على مهارات التفكير المنطقي ، كما تساعد في الكشف عن ميولهم العلمية ورعايتها ، وتبرز أهمية هذه الأنشطة من طبيعة العصر الذي نعيشه ، حيث أضحى للعلم والتقانة انعكاسات مؤثرة على كافة جوانب الحياة ومناشطها .
وتتم ممارسة النشاط العلمي في المدرسة من خلال تكوين جماعة أو أكثر من جماعات النشاط العلمي ، أو نوادي العلوم في المدرسة ، والإعلان عن هذه الجماعات ، ومن ثم قيام المعلم بملاحظة الطلاب المشاركين عن قرب لتصنيفهم حسب ميولهم ، وتوجيههم التوجيه المناسب كما يمكن إثراء نشاطات هذه الجماعات عن طريق رحلات علمية ، لدراسة البيئة المحيطة وجمع العينات من النباتات وال×××××ات والصخور والتربة …إلخ ، كما يمكن إثراء تلك النشاطات بإقامة المتاحف والمعارض ،حيث يقوم الطلاب بالتخطيط لإقامة هذه المتاحف والمعارض ،ومن ثم تنفيذ ما خططوا له ، مما يجعلهم يمرون بخبرات متنوعة في إعداد المعروضات العلمية من كائنات ومواد ووسائل تعليمية ، كالشرائح والمصورات والمواد المجففة والمحنطة …إلخ ،الأمر الذي يساعد بدرجة كبيرة على إكسابهم خبرات علمية لا حصر لها.
ويتصل بميدان الأنشطة العلمية أنشطة حماية البيئة والتوعية بأخطار التلوث والأضرار المصاحبة للحياة المعاصرة ، إذ إن أغلب أسباب التلوث البيئي وأساليب حماية البيئة تتصل اتصالاً مباشراً بالعلم والتقانة المعاصرة ، مما يعني أهمية التوعية بالوجه الآخر للعلم والقيام بدور رائد في المدرسة في هذا الميدان .
وإلى جانب الرحلات والمعارض والندوات يمكن أن تتم الأنشطة العلمية من خلال الإذاعة المدرسية ، أو الصحافة المدرسية ، كما يمكن أن تتم تلك الأنشطة بالتعاون مع مجالات أخرى ، كما يمكن أن تسهم أفلام الفيديو وأفلام العرض السينمائي بدور كبير في جماعات النشاطات العلمية .
ويمكن تحقيق أهداف الأنشطة العلمية من خلال تشجيع الطلاب على تكوين المكتبات العلمية التي تضم كتباً متخصصة في مجال العلوم والتقانة ، وتشجيعهم على القراءة ومطالعة هذه الكتب ، وتلخيص محتواها بشكل ينم عن عمق الفهم ، وسعة الاطلاع ، وقد تنشأ هذه المكتبة في مكان خاص بمختبرات العلوم في المدرسة ، أو في غرفة خاصة بالأنشطة العلمية ، كما قد يخصص جزء من المكتبة المدرسية لهذه الكتب ، ويتم حصرها وإعداد قائمة بالتعاون بين المعلم المشرف على الجماعة وأمين المكتبة .
وقد تشمل جماعات الأنشطة العلمية النشاطات ذات العلاقة بالرياضيات ، لما يوجد من علاقة بين العلوم والرياضيات ، وللعلاقة القائمة بين التفكير المنطقي الرياضي والتفكير العلمي ، على أن ذلك يتطلب اهتمام المعلمين باكتشاف الطلاب ذوي الاهتمام بالرياضيات ، والموهوبين في هذا الميدان ورعايتهم رعاية خاصة من خلال أنشطة تختلف بطبيعة الحال عن الأنشطة التي يمارسها بقية طلاب الأنشطة العلمية .
والنشاط العلمي هو الذي يقع في مجال العلوم التجريبية ( الطبيعية ) وهي التي تعتمد على التجربة والاختبار، وتشمل العلوم التي تهتم بالإنسان والكائنات الحية الأخرى ،وبالعالم الطبيعي ،والتي تزودنا بحقائق وأوصاف ونظريات عن العالم الذي نعيش فيه ،وتشمل العلوم الفيزيائية ،وعلوم الحياة .
هذا من حيث المجالات التي تهتم بها هذه الأنشطة من حيث إنها أنشطة علمية .أما من حيث إنها أنشطة غير صفية فهي أنشطة يقبل عليها الطلاب طواعية واختياراً ، ولها من المرونة ما يجعلها غير مقيدة بالمقررات الدراسية ،أو محكومة بها ،وإن كان من الممكن أن تكون في بعض جوانبها على صلة بها ،بل ويمكن أن تثريها. وهي تمارس داخل المدرسة مستغلة ما بها من إمكانات بشرية،ومكانية ، ومادية ،أو خارج المدرسة ، والمهم أن تكون هذه الأنشطة تخطيطاً وتنفيذاً تحت إشراف المدرسة وبتوجيه منها.
وممارسة هذه الأنشطة يمكن أن تكون بصورة فردية ،كأن يقرأ الطالب في أوقات فراغه في المدرسة أو المنزل ،أو يجمع صخوراً أو عينات …، أو يجري تجارب في المنزل ،أو تكون هذه الممارسة من خلال تنظيمات مدرسية مثل الجماعات العلمية ونوادي العلوم .
ويقبل على الاشتراك فيها الطلاب ذوو الاهتمام بالمجالات العلمية ، ويرغبون في ممارسة نشاطات في هذه المجالات التي يكونون فيها أكثر إيجابية وفاعلية مما هو متاح لهم في الدراسة خلال المقررات الدراسية ، ويجدون في هذا إشباعاً لميول خاصة نحو العلوم وتطبيقاتها ،آملين في كسب المزيد من المعرفة عنها ،وتنمية مهاراتهم فيها ، وربما يؤدي بهم هذا إلى الاتجاه نحو التخصص في هذا المجال في دراسات مستقبلية ،والإعداد للعمل في مهن ذات صلة بها ، ويمكن أن يتعلم المشاركون فيها أساليب مثمرة لقضاء وقت الفراغ .. كل حسب اهتماماته وميوله وقدراته .
ويرجى أن يتم هذا في جو أكثر تحرراً من الفصل ،تسود فيه الإيجابية ،والمبادرة الفردية ،والتطوعية ، والتعاون ،والتآلف ،والعلاقات السليمة بين المعلم المشرف على الجماعة وأعضائها من الطلاب ،وبين الطلاب وبعضهم ،بل بين الجماعة ومجتمع المدرسة بما تقدمه له من خدمات .
والأنشطة التي تقوم بها الجماعات العلمية يحددها حجم المدرسة وما بها من معلمين يشرفون على الأنشطة ،وفنيين يمكن أن يساعدوا في هذا ،وطلاب يمكن أن يقوموا بدور فاعل في هذه الجماعات ، وما بها من إمكانات مكانية ،ومادية في صورة خامات وأدوات ومعدات وأجهزة وتسهيلات.
فالمدرسة الصغيرة ،قليلة الإمكانات ،عادة ما تكون فيها الأنشطة العلمية أقل منها في المدارس الكبيرة ، (خاصة الثانوية)، التي يوجد بها معلمون كثيرون ،وفنيون ،وظروف مكانية ومادية جيدة،حيث يمكن أن تتنوع الأنشطة العلمية ،وتنشأ فيها جماعات علمية أكثر تخصصاً ،مثل جماعة الصنـاعات الكيميائية ، التصوير ، التحنيط ، الرحلات العلمية ، الأفلام العلمية ،الإسعافات الأولية، المحافظة على البيئة ، القراءة العلمية …الخ.
ويحتاج الطلاب في المدارس الابتدائية أثناء ممارستهم للنشاط إلى إشراف مباشر من المعلمين أكثر مما يحتاجه الطلاب الأكبر سناً في المراحل الأخرى ، وتكون معظم الأنشطة التي يمارسها طلاب المرحلة الابتدائية متصلة اتصالاً مباشراً بالمناهج الدراسية .
أما بالنسبة للمدارس المتوسطة فالأنشطة فيها أكثر تنوعـاً واتساعـاً منهـا في المدارس الابتدائية ، فبعضها يرتبط بصلة شبه مباشرة بالدراسة في المقررات ، ولكن الأنشطة ذات الطابع الاجتماعي البحت تجذب الطلاب في هذه المرحلة العمرية .
ويبلغ برنامج النشاط أقصى تطور له في المرحلة الثانوية ،ويعكس هذا عملية النضج الطبيعي ، والاهتمامات التي تزداد اتساعاً ، والنضج الاجتماعي لهم يتيح قدراً أكبر من الاعتماد على أنفسهم في إدارة الأنشطة ،وظهور قادة من بينهم يعتمد عليهم في ريادة هذه الأنشطة .. وقد يصبح دور المعلمين استشارياً في بعضها ، أكثر منه إشرافياً ،بينما يتولى الطلاب مسئولية أكبر في هذه الأنشطة . كما أن طلاب المرحلة الثانوية يسمح لهم أهلوهم بالتوجه للمدرسة للمشاركة في الأنشطة في أوقات أكثر مما هو متاح لطلاب المرحلتين الابتدائية والمتوسطة