ومن أكثر المناطق تأثرا بالتلوث، نجد البحار والمحيطات، وعلى رأسها البحر الأبيض المتوسط، ويمثل 1% من مساحات المحيطات فوق الأرض, ويُضخ به 50% من كمية التلوث البحري العالمي، وملوثاته أشد خطرا على كائناته وعلي الإنسان نفسه.
أحدثت الملوثات خلال القرن الماضي ما لم تحدثه منذ ملايين السنين، منذ أن ظهرت الحياة فوق الأرض وعلى المسطحات المائية, حتى على مستوى الفضاء الخارجي, ورغم كل الجهود المبذولة في استرجاع ما خربته الصناعات, إلا أنه من المحال أن نرجع الطبيعة لسيرتها الأولى من الطهر البيئي والعذرية البيئية سواء في الغابات أو البحار والمحيطات, أو حتى في السلالات البشرية أو ال×××××ية أو النباتية.
ولن نعيد للطبيعة طهارتها ونقاوتها ولا عذريتها مهما فعلنا, خاصة أن هناك ملوثات مجهولة تستوجب إلقاء الضوء عليها لنكون على بينة من طبيعتها, ومدى خطرها على الإنسان والبيئة. وفي ظل هذا، تتزايد إلحاحات المنظمات الدولية والمحلية عل ضرورة العودة للحفاظ على الطبيعة، ولكن هذه الصيحات تبدد سدى، ولا مجيب لها في محيط التلوث العالمي الصاخب.
ومن أكثر المناطق تأثرا بالتلوث، نجد البحار والمحيطات، وعلى رأسها البحر الأبيض المتوسط، ويمثل 1% من مساحات المحيطات فوق الأرض, ويُضخ به 50% من كمية التلوث البحري العالمي، وملوثاته أشد خطرا على كائناته وعلي الإنسان نفسه.
ولقد وجد أن السفن والقوارب التي تجوب بحار العالم، تدهن بدهانات فيها مادة تراي بيوتيل تي (TBT), ووجد أن هذه المادة تقتل الأطوم البحري وبلح البحر، وتغير العضو الجنسي في حلزونيات الكلب الكبيرة (كائن بحري)، ووجد أن المبيدات الحشرية التي تصبها الأنهار والمصارف في البحار والبحيرات لها تأثيرها السيئ علي الكائنات الحية.
ففي منابع أعالي نهر النيل، وجد أن هذه المبيدات أثرت على مياه الصرف في البحيرات العظمي, حيث قتلت الأسماك بها، وقتلت الطيور التي تعيش علي هذه الأسماك, لانتقال السموم لها، باعتبار أنها تقتات عليها, وفي مياه بحر البلطيق، قتلت عجول البحر (الفقمة), وفي مياه خليج (سانت لورانس) قتلت الحيتان وكلاب البحر وطائر صقر شاهين, وهذا سببه رسوبيات المبيدات الحشرية في مياهه.
وكنتيجة لتلوث الأسماك والحيتان، تسببت هذه المياه الملوثة بدورها في أضرار على الإنسان، باعتباره مستهلكا للحوم الأسماك, حيث ظهرت عيوب خلقية في الأجنة والموت أحيانا، وضمور بالأعضاء التناسلية والعقم, ونجد أن الكلورين ومشتقاته العضوية التي تدخل في صناعة البلاستيك والمبيدات الحشرية والأصباغ وغيرها من الكيماويات التي تدخل في تركيبتها مواد ملوثة, ويسبب معظمها السرطانات وخفض معدل إفراز ال×××××ات المنوية وسرطانات الرحم وتشويه الأجنة ونقص المناعة