فاللغة عند العرب ملكة يستطيع بها الإنسان النطق واللفظ .و يعبر بها كل جيل عن مشاعره ووجدانه الخاص .ويستهل بها كل شخص عن نفسه وعقله وهي عند العرب مشتقة من الفعل " لغا " فيقال لغا بالشيء أي " لهج به " . وإذا كانت هذه هي معاني اللغة منطوقة , فاللغة المكتوبة هي الإعراب عن المعاني وبنائها برموز أي الحروف المتجمعة في كلمات . وهي تشير إلي الذهنية والاتصالية والوظيفية للغة . دون أن تتبلور فيها نظرية كاملة حول أي دلالة كاملة منها فعلم اللغويات الحديث ( من جون روبرت فيرث حتي ريتشارد هاردسون , يتجه أكثر إلي إضافة مفهوم متكامل للغة بوصفها ظاهرة إنسانية . ويتكون هذا المفهوم من جوانب فسيولوجية تتعلق بقدرات ووظائف خاصة بالإنسان , وعصبية تتعلق بقدراته مثل التذكر والابصار . وبيئية تتعلق بما يمارسه من أعمال بمراحل العمر المختلفة , واجتماعية تتعلق باحتياجاته إلي التواصل مع الناس , وتتعلق بنوع ومستوي المعرفة المتاح وبالسياق الذي تستخدم فيه , وبثقافتة الفكرية أي بنوع المنطق الذي يحكم العلاقات بين مكونات اللغة من أصوات أوعلامات مرقومة مكتوبة وبالمعاني المطلوب توصيلها أو تبادلها , وبنوع ومستوي الثقافة السائدة إلي غير ذلك من الجوانب . مع مبدأ الترابط ومنطق النحو أووجود منطق عقلي خاص يحكم اللغة
فاللغة جزء رئيسي من ثقافة المجتمع ,و تطوير أي جزء من المنظومة اللغوية يحتم تغيير أو تطور المنظومة الاجتماعية كاملة, والا تجمدت معها الثقافة. ان علم اللغة الحديث يتجه الى اعتباراللغة مفهوم متكامل و بوصفها ظاهرة إنسانية . تتجمع عندها الخبرة الانسانية وتصبح أى اللغة بهذا المفهوم جزء لا يتجزء من ثقافة الواقع الأجتماعى الخارجة منه بكل ما يطرحه من دللالة وان كان تغير المنظومة اللغوية يستتبع بالضرورة تغيرا كاملا على كل مستويات البناء ويفرض تغيرا جذريا فى المفهوم الأجتماعى
والتعليم أحد هذه الجوانب
بالغ التحية والتقدير لكما
بدر نشمي الحربي