أعيروني أخواني أخواتي أعينكم الرائعة لنقرأ ماقيل عن فوائد العلم فهيا بسم الله .. وتوكلنا على الله..
* إن يوسف عليه السلام لما صار ملكاً احتاج إلى وزير فسأل ربه عن ذلك فقال له جبريل : إن ربك يقول لا تختر إلا فلاناً .. فرآه يوسف في أسوأ الأحوال فقال لجبريل : إنه كيف يصلح لهذا العمل مع سوء حاله فقال جبريل : إن ربك عينه لذلك لإنه كان ذب عنك حيث قال : ( إن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين ) أي أن الذي أوتي هذا النوع من النباهة في طلب البرهان لا بد أن يكون من شخص لديه علم لذا استحق من الله الإحسان والتحسين .
* أراد أحدهم خدمة ملك .. فقال له الملك : إذهب و تعلم حتى تصلح لخدمتي .. فلما شرع في التعلم وذاق لذة العلم.. بعث الملك إليه وقال له : اترك التعلم فقد صرت أهلاً لخدمتي .. فقال له الرجل : كنت أهلاً لخدمتك حين لم ترني أهلاً لخدمتك .. وحين رأيتني أهلاً لخدمتك رأيت نفسي أهلاً لخدمة الله تعالى .. وذلك أني كنت أظن أن الباب بابك لجهلي .. والآن علمت أن الباب باب الرب .
* ( قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم .. إلى قوله تعالى .. وهم لا يشعرون ) كانت رياسة تلك النملة على غيرها لم تكن إلا بسبب أنها علمت مسألة واحدة وهي قوله تعالى : ( وهم لا يشعرون ) كأنها قالت إن سليمان معصوم .. والمعصوم لا يجوز منه إيذاء البريء عن الجرم .. ولكنه لو حطمكم فإنما يصدر ذلك منه على سبيل السهو لإنه لا يعلم حالكم .. فقوله جل وعلا : ( وهم لا يشعرون ) إشارة إلى تنزيه الأنبياء عليهم السلام من المعصية .. فتلك النملة لما علمت هذه المسألة الواحدة استحقت الرياسة في الدنيا والدين .
* عن الشعبي أنه قال : كنت عند الحجاج فأتى بيحي بن يعمر فقيه خراسان من بلخ مكبلاً بالحديد ..فقال له الحجاج : أنت زعمت أن الحسن والحسين من ذرية رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فقال : بلى .. فقال الحجاج : لتأتيني بها واضحة بينة من كتاب الله أو لأقطعنك عضواً عضوا .. فقال : آتيك بها واضحة بينة من كتاب الله ياحجاج.. قال : فتعجبت من جرأته بقوله يا حجاج .. فقال له ولا تأتيني بهذه الآية ( ندع أبناءنا وأبناءكم ) فقال آتيك بها واضحة من كتاب الله وهو قوله جل من قال : ( ونوحاً هدينا من قبل ومن ذريته داود و سليمان .. إلى قوله : وزكريا ويحي وعيسى ) فمن كان أبو عيسى وقد ألحق بذرية نوح ؟ قال : فأطرق ملياً ثم رفع رأسه وقال : كأني لم أقرأهذه الآية من كتاب الله .. حُلوا وثاقه .. وأعطوه من المال كذا .
* دخل الغضبان على الحجاج بعدما قال لعدوه عبد الرحمن بن الأشعث : تغد بالحجاج قبل أن يتعشى بك .. فقال له ما جواب السلام عليك ؟ فقال وعليك السلام .. ثم فوراً فطن الحجاج وقال : قاتلك الله ياغضبان .. أخذت لنفسك أماناً بردي عليك .. أما والله لولا الوفاء والكرم لما شربت الماء البارد بعد ساعتك هذه .
* قصد أعرابي الحسين بن رضي الله عنهما .. فسلم عليه وسأله حاجة .. وقال سمعت جدك يقول : إذا سألتم حاجة فاسألوها من أحد أربعة .. إما عربي شريف ..أو مولى كريم ..أو حامل القرآن ..أو صاحب وجه صبيح ..فأما العرب فشرفت بجدك .. وأما الكرم فدأبكم وسيرتكم .. وأما القرآن ففي بيوتكم نزل.. وأما الوجه الصبيح فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إذا أردتم أن تنظروا إلي فانظروا إلى الحسن والحسين ..
فقال الحسين ما حا جتك ؟ فكتبها على الأرض .. فقال الحسين سمعت أبي علياً يقول : قيمة كل امريء ما يحسنه .. وسمعت جدي يقول : المعروف بقدر المعرفة .. فأسألك عن ثلاث مسائل إن أحسنت في جواب واحدة فلك ثلث ما عندي .. وإن أجبت عن اثنتين فلك ثلثا ما عندي .. وإن أجبت عن الثلاث فلك ماعندي كله .. وقد حُملت إلى صرة مختومة من العراق ..
فقال سل ولا حول ولا قوة إلا بالله ..
فقال الحسين : أي الأعمال أفضل .. فقال الأعرابي : الإيمان بالله
قال : فما نجاة العبد من الهلكة .. قال الثقة بالله
قال : فما يزين المرء .. قال علم معه حلم .. فإن أخطأه ذلك فمال معه كرم .. فإن أخطأه ذلك ففقر معه صبر .. فإن أخطأه ذلك فصاعقة تنزل من السماء فتحرقه ....... فضحك الحسين ورمى له بالصرة